القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
69338 مشاهدة print word pdf
line-top
جل الله عن الأشباه

ص ( جل عن الأشباه والأنداد، وتنزه عن الصاحبة والأولاد، ونفذ حكمه في جميع العباد ).


س 6 (أ) ما معنى جل وتنزه. (ب) وما الأشباه والأنداد والصاحبة. (جـ) وما سبب نفي ذلك عن الله تعالى. (د) وما النفوذ؟
جـ 6 (1) جل أي عظم، وتنزه أي تباعد. والمراد أنه سبحانه معظم مقدس عن أن يكون له ند أو شبيه، وبعيد أن يتخذ صاحبة أو ولدا.
(ب) والأشباه الأكفاء والنظراء. والأنداد جمع ند، وهو المثيل والسمي والكفو، والصاحبة الزوجة.
قال تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا [البقرة]، وقال هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم].
(ج) ونفي ذلك عن الله تعالى لكمال تصرفه وانفراده وحده بتدبير جميع الخلق، وعدم احتياجه إلى معين وظهير.
(د) والنفوذ هو المضي والجريان. أي أن حكمه وأمره وقضاءه سار ونافذ في جميع الخلق؛ فلا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه.

line-bottom